استمرار تراجع معدلات التضخم الأميركية

شهدت معدلات التضخم في الولايات المتحدة في ديسمبر ارتفاعًا أقل من المتوقع، ما ساعد على حدوث موجة تصحيح في سوق السندات، وجدد الآمال في إمكانية خفض الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة في وقت أقرب.

ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، بنسبة 0.2% فقط، منخفضًا من 0.3% على مدى الأشهر الأربعة الماضية، مسجلًا أول تراجع له في ستة أشهر. وأسهمت عوامل مثل انخفاض أسعار الفنادق، وارتفاع تكاليف الرعاية الطبية، واستقرار الإيجارات، في هذه القراءة.

مع الحماس الذي تشهده وول ستريت إزاء أجندة النمو التي يدعمها دونالد ترامب، أنهت المصارف الكبرى حقبة بايدن بشكل قوي. فقد حقق أربعة من المصارف الكبيرة التي أعلنت نتائجها يوم الأربعاء ثاني أعلى مستوى من الأرباح في تاريخها في العام 2024، ولا يتفوق عليه سوى العام الأول من رئاسة بايدن. وقد استفادت إيرادات أنشطة التداول والإقراض من تغيّرات أسعار الفائدة، كما ارتفعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 32% مقارنةً بضعف الأداء في 2023، وسط توقعات المسؤولين التنفيذيين بتحقيق مزيد من المكاسب.

أصبح جيه بي مورغان تشيس أول مصرف أميركي يتجاوز 50 مليار دولار من الأرباح السنوية، في حين حقق سيتي غروب إيرادات قياسية في ثلاثة من أقسامه الرئيسية الخمسة. وشهد الربع الرابع دفعة إيجابية عقب فوز ترامب في الانتخابات والتلميحات إلى سياسات جديدة أدت إلى تقلب في الأسواق، إلى جانب أرقام الوظائف الأقوى من المتوقع التي أعادت ضبط توقعات خفض الاحتياطي الفدرالي لسعر الفائدة.

مكّنت هذه العوامل متداولي الأسهم في غولدمان ساكس من تحقيق إيرادات قياسية. كما سجلت أقسام الأسهم والدخل الثابت في جيه بي مورغان أفضل ربع رابع على الإطلاق. إضافةً إلى ذلك، ازدادت صفقات الاندماج والاستحواذ، فقد رفع ويلز فارجو إيراداته السنوية في الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 62%. ومن المقرر أن تنشر كل من بنك أوف أمريكا ومورغان ستانلي نتائجهما يوم الخميس.

الأنظار تتجه إلى مبيعات التجزئة الأميركية اليوم

من المتوقع أن تسجل مبيعات التجزئة الأميركية في ديسمبر ارتفاعًا نسبته 0.9%، مقارنةً بزيادة 0.7% أُعلن عنها سابقًا. وعند استبعاد قطاعي السيارات والغاز، فمن المرجح أن تنمو المبيعات بنسبة 0.5%، ارتفاعًا من 0.2% في السابق. وقد أسهم توقيت عيد الشكر المتأخر في العام 2024 في زيادة التأثير الناتج عن عوامل التعديل الموسمي، في حين أدى تراجع قراءة مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر إلى خفض التقدير الأصلي من 1.0%.

ويُتوقع أن ترتفع المبيعات باستثناء المركبات بنسبة 0.5%، وذلك بعد زيادة 0.2% في نوفمبر. وفي الوقت نفسه، يُنتظر أن تشهد مبيعات محطات الوقود قفزة كبيرة عقب ارتفاع طفيف لم يتجاوز 0.1% في الشهر السابق. ووفقًا لتقرير أسعار المستهلك الصادر يوم الأربعاء عن ديسمبر، ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 4.4%.

وتشير التوقعات إلى نمو المبيعات المستثنى منها كلٌّ من السيارات والوقود بنسبة 0.4%، بعد ارتفاع 0.2% في الشهر السابق.

وعند استبعاد السيارات، ومواد البناء، ومحطات الوقود، وخدمات الأغذية، فمن المنتظر أن يرتفع ما يسمى بـ”مجموعة التحكم” (control group) بنسبة 0.4%، وهو ما يتماشى مع الزيادة التي شهدها الشهر السابق.

مؤشر الدولار يختبر دعم 109.0

انخفض مؤشر الدولار الأميركي فور صدور بيانات التضخم يوم أمس، فقد عادت توقعات خفض أسعار الفائدة إلى الظهور مع تأكيد بقاء التضخم ضمن المستهدف. وعلى الرغم من تراجع المؤشر إلى مستوى منخفض بلغ 108.60 بعد الإعلان، فقد نجح في الإغلاق فوق عتبة 109.0 مع نهاية التداول. وتشير المؤشرات الفنية إلى احتمال استمرار الانخفاض، لكن ينبغي كسر حاجز 109.0 لتمهيد الطريق أمام مزيد من التراجعات نحو 108.060، يليه مستوى 108.0 في الوقت الراهن.

يورو/دولار يتلقى رفضًا عند مقاومة 1.0350

ارتفع اليورو إلى ذروة 1.0350 عقب تقرير التضخم الأميركي لكنه لم يتمكن من الحفاظ على مكاسبه، منهياً تداولات الأمس دون 1.03 عند حوالى 1.0280. ومع ذلك، فإن المؤشرات الفنية تتحسن تدريجيًا، ولا بد من تجاوز مستوى 1.0350 لتأكيد مواصلة الصعود. وإن حدث ذلك، فسيكون المستوى 1.04 هو المقاومة التالية، يتبعه مستوى 1.0450. وفي المقابل، يظل الدعم الأساسي عند 1.0200.

تراجع الأسترالي قد ينتهي قريبًا

ارتفع الدولار الأسترالي لليوم الثالث على التوالي، ليصل إلى مستوى 0.6246، ما دفع المؤشرات الفنية للابتعاد عن مناطق التشبع البيعي. وباستخدام أسلوب “Time/Price”، يبدو أن زوج دولار أسترالي/دولار أميركي قد يقترب من إنهاء مساره الهابط، بخاصة إذا أغلق فوق 0.6225 – 0.6250 هذا الأسبوع. وإن تحقق ذلك، فقد تتشكل موجة صاعدة جديدة. تتمثل المقاومة الفورية عند 0.6285، تليها 0.6300، في حين يعتمد هذا التصور الإيجابي على صمود الزوج فوق مستوى 0.6130 على الرسم الأسبوعي.

الفضة تتخطى حاجز 30 دولارًا

واصلت الفضة مسارها الصاعد متجاوزةً التراجعات السابقة، حيث استعادت منطقة المقاومة البالغة 30 دولارًا وبلغت ذروة 30.78 دولارًا صباح اليوم، وهو أعلى مستوى لها منذ منتصف ديسمبر. بالإضافة إلى ذلك، تشير المؤشرات الفنية إلى إمكانية تحقيق مزيد من الارتفاع. ويقع مستوى المقاومة التالي عند 31.00 دولارًا؛ وفي حال تجاوزه قد تمتد المكاسب نحو 31.50.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية