تقدم في التجارة يدعم تفاؤل الأسواق على الرغم من استمرار المخاطر السياسية

تبدأ الأسواق العالمية الأسبوع بتفاؤل حذر مع إشارات إيجابية من محادثات التجارة الأميركية، وقوة في الأداء الشركاتي، وتطورات السياسة التي تعزز شهية المخاطرة عبر الأصول الرئيسية. ومع ذلك، لا تزال حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات التجارة العالمية، وتوجهات المصارف المركزية، وتقلبات العملات تؤثر على المشهد العام.
الأسهم: تقدم تجاري وقوة شركات ومكاسب هشة
مددت العقود الآجلة للأسهم الأميركية مكاسبها الأخيرة بعد إحراز تقدم في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، ما عزز التفاؤل. ومع اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية في 9 يوليو، تظهر مؤشرات على تقدم المفاوضات مع الصين، والاتحاد الأوروبي، وكندا، ما يدعم شهية المخاطرة:
– ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.4%، بعد إغلاق قياسي الأسبوع الماضي.
– ارتفعت عقود Nasdaq 100 بنسبة 0.5% مدفوعة بزخم قطاع التكنولوجيا.
– أضافت عقود Dow Jones نسبة 0.6%.
– استقرت الأسهم الأوروبية، فلم يتغير مؤشر Stoxx Europe 600 كثيرًا.
– تراجعت الأسهم في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.1%، بينما انخفضت أسواق الأسواق الناشئة بنسبة 0.5%.
أبرز الشركات:
– لا تزال أسهم Nvidia تتصدر العناوين مع بلوغ قيمتها السوقية 3.78 تريليون دولار، متجاوزة مايكروسوفت كأكبر شركة في العالم.
– ارتفعت أسهم شركات الملابس الرياضية مثل Adidas وPuma وJD Sports بعد مؤشرات على تراجع وتيرة هبوط مبيعات.
– أعلنت UBS عن إعادة شراء أسهم بقيمة 2 مليار دولار.
– أطلقت Vodafone عرض سندات بقيمة 2 مليار يورو وعملية إعادة شراء ديون.
العملات: استمرار ضعف الدولار وتركيز على السياسة والتجارة
لا يزال الدولار الأميركي تحت الضغط، ممتدًا في انخفاضه للجلسة الرابعة على التوالي مع تسعير الأسواق لاحتمال خفض أسعار الفائدة وتطورات التجارة العالمية:
– تراجع مؤشر Bloomberg Dollar Spot بنسبة 0.2%، مقتربًا من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
– ارتفع اليورو إلى 1.1731 دولار، بينما استقر الجنيه الإسترليني بالقرب من 1.3707 دولار.
– تعزز الين الياباني بنسبة 0.4% إلى 144.08 لكل دولار.
– ارتفع اليوان الصيني الخارجي بشكل طفيف إلى 7.1619 لكل دولار.
يواجه الدولار ضغوطًا بسبب التكهنات بأن الرئيس ترامب قد يستبدل رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول بحلول أكتوبر، ما يعزز التوقعات بتوجه نحو خفض أسعار الفائدة. كما تشير الأنماط الموسمية إلى مزيد من ضعف الدولار في يوليو.
الدخل الثابت: تراجع العوائد مع انتظار وضوح الرؤية
تعكس أسواق السندات تموضعًا حذرًا وسط تطورات السياسات:
– انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 4.26%.
– تراجعت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى 2.58%.
– انخفضت عوائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات إلى 4.49%.
لا تزال الأسواق حساسة لبيانات التضخم وتوجيهات الاحتياطي الفدرالي، مع ترقب المستثمرين لتقرير الوظائف الشهري في وقت لاحق من هذا الأسبوع لتقييم التوقعات الاقتصادية.
السلع: اتجاهات متباينة بين الطاقة والمعادن
سجلت أسواق السلع أداءً مختلطًا وسط تراجع التوترات الجيوسياسية:
– انخفض خام برنت بنسبة 0.1% إلى 67.70 دولار للبرميل، مستقرًا بعد الخسائر الأخيرة المرتبطة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
– ارتفع الذهب بنسبة 0.6% إلى 3,294.92 دولار للأوقية، مدعومًا بالطلب على الملاذ الآمن.
– سجل البلاتين أعلى مستوياته منذ عدة سنوات بدعم من شح الإمدادات والطلب الصناعي المتزايد.
كما تتابع أسواق الطاقة أي مستجدات بشأن تعديلات إنتاج أوبك+.
تطورات التجارة: كندا تلغي ضريبة الخدمات الرقمية لإحياء المحادثات
في خطوة لخفض التوترات، ألغت كندا ضريبة الخدمات الرقمية التي كانت تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Meta وAlphabet، في محاولة لإحياء المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة. كان الرئيس ترامب قد أوقف المناقشات وهدد بفرض رسوم، إلا أن الجانبين يخططان الآن لإبرام اتفاق بحلول 21 يوليو.
ارتفع الدولار الكندي عقب الأنباء، ما يبرز أهمية العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة التي تشمل صادرات رئيسية في مجالات الطاقة، السيارات، والسلع الأولية.
العملات الرقمية: مكاسب محدودة وسط تقلبات الاقتصاد الكلي
– ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.2% إلى 107,676 دولار.
– ارتفع الإيثريوم بنسبة 2% إلى 2,483 دولار.
تظهر الأصول الرقمية علامات مرونة حذرة، فلا يزال أداؤها مرتبطًا بتحركات الدولار وشهية المخاطرة العالمية.
توصيات استراتيجية للمستثمرين
– الأسهم: الحفاظ على التعرض الانتقائي، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع متابعة مستجدات التجارة.
– العملات: توقع استمرار ضعف الدولار، مع احتمال زيادة التقلبات مع تطورات الاحتياطي الفدرالي والمفاوضات التجارية.
– الدخل الثابت: مراقبة إشارات أسعار الفائدة الصادرة من البيانات الاقتصادية وتوجيهات الفدرالي؛ العوائد لا تزال حساسة للأخبار.
– السلع: إدارة المراكز بعناية وسط مخاطر العرض، التوترات الجيوسياسية، وتغيرات الطلب العالمي.
– المخاطر الكلية: تظل التوترات الجيوسياسية، حالة عدم اليقين في سياسة الفدرالي، والمفاوضات التجارية من أبرز محركات الأسواق.
بشكل عام، تسود الأسواق حالة من التفاؤل الحذر، إلا أن المخاطر الكامنة وعدم اليقين السياسي تتطلب استراتيجية استثمار مرنة ومتنوعة في الأيام المقبلة.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية