مؤشر S&P500 يكافح للحفاظ على مكاسبه بعد الانتخابات
تقلبت الأسهم وسط تكهنات بأن السوق قد ارتفع بشكل مفرط بعد الانتخابات الأميركية، ما عوض الرهانات على أن الاحتياطي الفدرالي سيواصل خفض الفائدة. وفقدت الأسهم زخمها في نهاية جلسة التداول في نيويورك، فكاد مؤشر S&P 500 أن يمحو مكاسبه المبكرة التي كانت مدفوعة جزئيًا ببيانات التضخم التي جاءت متوافقة مع التوقعات.
في تعاملات ما بعد الإغلاق، قدمت شركة Cisco Systems Inc توقعات متفائلة للفترة الحالية، لكن توقعاتها السنوية المتحفظة لم تلقَ رد فعل قوي من المستثمرين.
تفوقت السندات قصيرة الأجل، فقد انخفضت عوائد السندات لأجل سنتين من أعلى مستوياتها منذ يوليو. وزاد متداولو المبادلات احتمال خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي في 18 ديسمبر إلى حوالى 80%. وحافظ الدولار على موقعه عند أعلى مستوى له في عامين، بينما قلصت البيتكوين مكاسبها بعد أن تجاوزت 93,000 دولار في وقت سابق.
وفر مؤشر أسعار المستهلكين الذي يتماشى مع التوقعات بعض الارتياح للمتداولين الذين كانوا يخشون أن تعيق أرقام أعلى من المتوقع خفض الفائدة المحتمل. وفي حين جلب تقرير مؤشر أسعار المستهلكين بعض الارتياح للسوق، إلا أن البيانات الأخيرة تسلط الضوء أيضًا على التحسن البطيء والمستمر ضد التضخم، الذي تعثر مرارًا في مساره نحو الانخفاض.
استمرار تقلبات النفط
تواجه الأسواق العالمية فائضًا في النفط يتجاوز مليون برميل يوميًا العام المقبل، ويستمر الطلب الصيني في التراجع، ما يحد من ارتفاع الأسعار على الرغم من الاضطرابات في الشرق الأوسط وخارجها، وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية.
قالت الوكالة في تقرير شهري يوم الخميس إن استهلاك النفط في الصين – التي كانت محركًا للأسواق العالمية في العقدين الماضيين – قد انكمش لمدة ستة أشهر متتالية حتى سبتمبر، ومن المتوقع أن ينمو هذا العام بنسبة 10% فقط من معدل عام 2023. وأضافت الوكالة أنه إذا قررت أوبك+ المضي قدمًا في خطط استعادة الإنتاج المتوقف في اجتماعها الشهر المقبل، فقد يكون الفائض العالمي أكبر.
وسط هذا التراجع المطول في الطلب الصيني، انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 11% منذ أوائل أكتوبر على الرغم من الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران، فالمتداولون يركزون على زيادة الإنتاج في الأمريكيتين، وفقًا للوكالة. وأضافت الوكالة أن هذا الانخفاض ينبئ بـ “سوق متخمة بالإمدادات في عام 2025”.
استمرار ارتفاع الدولار، لكن إلى متى؟
اكتسب ارتفاع الدولار الأميركي زخمًا إضافيًا، مدفوعًا بتهديد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة. ويتفق استراتيجيي العملات على أن الدولار لديه مجال إضافي للارتفاع، لكنهم يتساءلون إلى أي مدى يمكن أن يصل.
وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022، ما أدى إلى انخفاض اليورو إلى أدنى مستوى له في عام. ونتيجة لذلك، تعرضت العملات الأخرى لضغوط، فقد ضعف كل من الين الياباني والدولار الكندي واقتربا من مستويات نفسية رئيسية.
يتوقع جي بي مورجان تشيس، غولدمان ساكس، وسيتي جروب جميعها استمرار ارتفاع الدولار من المستويات الحالية، وفقًا لمذكرات استراتيجية حديثة.
الذهب يقترب من أدنى مستوى له في شهرين
انخفضت أسعار الذهب لليوم الخامس على التوالي فقد أثر ارتفاع الدولار سلبًا على المعدن، على الرغم من أن بيانات التضخم الأميركية عززت الحاجة إلى خفض آخر للفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الشهر المقبل.
انخفضت سبائك الذهب بنسبة 0.7% في التداولات المبكرة في لندن. وصل مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له في عامين بسبب التوقعات بأن فوز دونالد ترامب سيعزز النمو الاقتصادي ويزيد من أرباح الشركات. يجعل الدولار الأقوى والسلع المسعرة بالدولار أكثر تكلفة لمعظم المشترين.
انخفض المعدن الثمين بأكثر من 8% من أعلى مستوى له تم تسجيله في 31 أكتوبر، فقد تسارع التراجع بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، لا تزال الأسعار أعلى بنسبة 25% هذا العام، مدعومة بإجراءات التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفدرالي، ومشتريات المصارف المركزية، والمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة التي دفعت الطلب على الأصول الآمنة.
الدولار الأسترالي يصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر
انخفض الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى قوة الدولار الأميركي. يقيم المتداولون توقعات السياسة النقدية الأميركية بعد بيانات التضخم المستقرة وسياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
في الجلسات الخمس الماضية، انخفض الدولار الأسترالي بأكثر من 3%، ما يجعله الأسوأ أداءً بين أقرانه في مجموعة العشر. يتزامن هذا التراجع مع ارتفاع الدولار الأميركي وعوائد السندات الأميركية، مدفوعة بتوقعات خفض أبطأ من المتوقع لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تحت إدارة ترامب.
في الشهر المقبل، من المحتمل أن يستقر الدولار الأسترالي ضمن نطاق أوسع بين 0.65 و0.67.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية