ميرتس يحتاج إلى تحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل حكومة ألمانيا الجديدة

يبدو أن فريدريش ميرتس في طريقه ليصبح المستشار الألماني المقبل، لكنه يواجه عقبة أساسية: الحصول على دعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) لتأمين أغلبية في البرلمان. وعلى الرغم من أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سجّل أسوأ نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية، فإن تعاونه يظل ضروريًا ويمنحه نفوذًا كبيرًا في محادثات الائتلاف.
ميرتس، الذي يقود الكتلة المحافظة للحزب الديمقراطي (CDU) وحلفائه، استبعد تمامًا تشكيل حكومة مع حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، ما يجعل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك الوحيد الممكن. وقد تعهّد ميرتس بإنهاء المفاوضات سريعًا، سعيًا إلى تشكيل الحكومة الجديدة خلال شهرين. ومع ذلك، يتخذ قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي موقفًا حازمًا، مؤكدين أنّ قرارهم المشاركة في أي ائتلاف لم يُحسَم بعد، وأن الحزب سيزن خياراته بعناية.
إن عودة ما يُسمّى بـ“الائتلاف الكبير”، الذي قادته أنغيلا ميركل في ثلاث من فترات ولايتها الأربع، قد تبدو مألوفة، لكن الخلافات السياسية تعمّقت منذ تولّي ميرتس زعامة الديمقراطيين المسيحيين في العام 2022 وتحويله الحزب نحو اليمين. وقد تصاعد التوتر مؤخرًا عندما سعى ميرتس، بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا، إلى فرض إجراءات أشدّ صرامة بشأن الهجرة على الرغم من معارضة الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
في الوقت نفسه، يعيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي ترتيب أوراقه بعد أن تراجع نصيبه الانتخابي بمقدار الثلث تقريبًا ليصل إلى 16.4%. ومع تنحي المستشار أولاف شولتس عقب فشله في الفوز بولاية جديدة، بدأت شخصيات جديدة تظهر إلى الواجهة. ومن المتوقع أن يقود وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، إلى جانب الزعيم المشارك للحزب لارس كلينغبايل، استراتيجية التفاوض في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مشيرَين إلى ضرورة أن يُثبت ميرتس كيف يمكن للائتلاف أن يواجه تحديات البلاد بفاعلية قبل أن يلتزم الحزب بالمشاركة في حكومته.
وتواجه ألمانيا ضغوطًا متعددة، منها عامين من الانكماش الاقتصادي، وامتداد تأثيرات الحرب في أوكرانيا، وتهديد نشوب حرب تجارية عالمية في حال مضى رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب قُدمًا في سياسات حمائية. وقد حذّر ميرتس من أنه إذا عجزت الحكومة المقبلة عن إنعاش الاقتصاد وضبط الهجرة، فقد يزداد نفوذ حزب البديل من أجل ألمانيا ويعرّض دور ألمانيا في الاتحاد الأوروبي للخطر.
وفي سياق آخر، يستعد حزب الخضر لإجراء تغييرات في قيادته رغم أنه حافظ نسبيًا على وضع أفضل مقارنة بشركائه السابقين في الائتلاف. فقد انخفضت حصته بشكل طفيف عن الانتخابات السابقة. وقد أعلن وزير الاقتصاد روبرت هابيك أنه لن يسعى إلى الاستمرار في منصب قيادي داخل الحزب بعد حصوله على 11.6% من الأصوات، في حين تخطط وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك للترشّح لدور قيادي في الكتلة البرلمانية للحزب. وسيظل كلاهما في الحكومة المؤقتة إلى أن تؤدي التشكيلة الوزارية الجديدة اليمين الدستورية.
وفي ظل هذا الجو من عدم اليقين، يحتاج ميرتس والحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى إيجاد أرضية مشتركة، لا سيما في ما يتعلق بالقروض الحكومية والإنفاق الاجتماعي، إذا أرادت ألمانيا تجنب حالة من الجمود السياسي ورسم مسار واضح للمستقبل.
اليورو يحافظ على قوته
بدأ اليورو تداولات الأسبوع الحالي على ارتفاعات جيدة بعد نتائج الانتخابات الألمانية ليصل إلى مستويات 1.0530 في التعاملات المبكرة، لكنه تراجع بعد ذلك في الجلسة الأوروبية اليوم ليقترب من إغلاق جلسة يوم الجمعة حول مستويات 1.0460 تقريباً. وعلى الرغم من هذا التراجع، ما زالت المؤشرات الفنية إيجابية على معظم المستويات والأطر الزمنية، وما زالت تشير نظرية الوقت والسعر الى إمكانية استمرار الارتفاعات نحو مستويات المقاومة الأهم والمتمركزة عند 1.06.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية