الأسواق ترتفع بقوة مع اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة واليابان الذي يعيد الثقة إلى فئات الأصول

تتقدم الأسواق العالمية بقوة في منتصف الأسبوع، مدفوعة بتجدد التفاؤل بعد التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة واليابان. لم يهدئ هذا الاتفاق المخاوف من تصاعد الحروب الجمركية فحسب، بل ضخ الثقة في أسواق الأسهم قبيل نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى. ومع تسجيل المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا مكاسب ملحوظة، إلى جانب تطورات قطاعية داعمة، يتضح أن معنويات المستثمرين تميل إلى المخاطرة مع اقتراب نهاية يوليو.

ارتفاع الأسهم مدفوعًا بتخفيف القيود التجارية وتوقعات أرباح التكنولوجيا:

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.4%، مواصلةً صعودها بعد الإغلاق القياسي يوم الثلاثاء، بينما ارتفع مؤشر Stoxx 600 الأوروبي بنسبة 1.2%، بقيادة انتعاش قوي في أسهم شركات السيارات وسط تفاؤل بإمكانية توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة. وفي آسيا، قفز مؤشر Topix الياباني بنسبة 3.6%، مع ارتفاع أسهم تويوتا بأكبر نسبة منذ عام 1987، في دلالة على ارتياح المستثمرين بعد أن تجنبت البلاد فرض تعرفة جمركية بنسبة 25% كانت مقررة الأسبوع المقبل.

تعافت الأسواق بشكل حاد من تراجعها في أبريل، في ظل تزايد التوقعات بإبرام المزيد من الاتفاقيات التجارية قبل حلول الموعد النهائي للتعرفة الجمركية في الأول من أغسطس. كما يترقب المستثمرون نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، مثل تسلا وألفابت، التي ستعلن اليوم.

اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة واليابان: أبرز النقاط والتداعيات

أبرم الرئيس ترامب اتفاقًا مع اليابان ينص على فرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على الواردات، بما في ذلك السيارات وقطع الغيار، انخفاضًا من النسبة المتوقعة سابقًا والبالغة 25%. يتضمن الاتفاق عدة تنازلات رئيسية والتزامات استثمارية، من أبرزها:

– تعهد استثماري بقيمة 550 مليار دولار: وافقت اليابان على إنشاء صندوق استثماري يشبه الصناديق السيادية، يتم توجيه رأسماله نحو مشاريع البنية التحتية والصناعة الأمريكية. سيُعاد ما يصل إلى 90% من أرباح هذه المشاريع إلى الولايات المتحدة.

– توافق في معايير السيارات: ستقبل اليابان الآن السيارات المصنوعة وفقًا لمعايير السلامة الأميركية من دون الحاجة إلى تعديلات إضافية، ما يسهل دخول السيارات الأميركية إلى السوق اليابانية.

– الزراعة والدفاع: ستشتري اليابان 100 طائرة من شركة بوينغ، وستزيد وارداتها من الأرز بنسبة 75%، كما سترفع إنفاقها السنوي على المنتجات الدفاعية الأميركية من 14 مليار إلى 17 مليار دولار.

– مشاريع الطاقة: ستشارك طوكيو في مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال من ألاسكا، الذي طال انتظاره وتبلغ قيمته 44 مليار دولار، ما يدعم صادرات الطاقة الأميركية والتنمية المحلية.

يوفر هذا الاتفاق الحاسم وضوحًا للشركات متعددة الجنسيات، ويعزز المعنويات على مستوى العالم، لا سيما في قطاعات السيارات والدفاع والزراعة.

تطورات أسواق العملات والدخل الثابت:

شهد الين الياباني ارتفاعًا مؤقتًا عقب الإعلان عن الاتفاق التجاري، قبل أن يتراجع مجددًا وسط تكهنات بإمكانية استقالة رئيس الوزراء إيشيبا بعد خسارة حزبه في الانتخابات. ظل مؤشر الدولار الأميركي مستقرًا إلى حد كبير، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1733 دولار، واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3540 دولار.

وفي سوق السندات، ارتفعت العوائد في الاقتصادات الكبرى كما يلي:

– ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.38%

– ارتفعت عوائد السندات الألمانية إلى 2.63%

– بلغت عوائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات نسبة 4.62%

– انخفض خام برنت بنسبة 0.2% إلى 68.44 دولارًا للبرميل، وسط إعادة تقييم تدفقات التجارة وتعهدات الاستثمار الجديدة.

– تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% إلى 3,426.19 دولارًا للأونصة، مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة.

– انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 1.2% إلى 118,356 دولارًا، بينما تراجعت الإيثر بنسبة 0.8% إلى 3,676 دولارًا.

أبرز تطورات الشركات:

– نوكيا: تراجعت أسهم الشركة بعد خفض توقعاتها للأرباح بسبب قوة الدولار الأميركي وتأثير الرسوم الجمركية.

– ASM إنترناشونال: انخفضت الأسهم بعد أن جاءت طلبات الربع الثاني دون التوقعات بسبب تراجع الطلب في قطاع أشباه الموصلات.

– يوني كريديت: أنهت محاولتها للاندماج مع بنك BPM الإيطالي، بعد خلاف طويل الأمد.

– مورغان ستانلي: يواجه تدقيقًا تنظيميًا بشأن ممارسات مكافحة غسل الأموال أثناء إجراءات قبول العملاء.

مع انحسار التوترات التجارية واقتراب صدور أرباح الشركات الكبرى، تمر الأسواق بلحظة حاسمة. وقد يستمر ارتفاع الأسواق في حال أكدت شركات التكنولوجيا الكبرى قدرتها على الصمود والنمو. في المقابل، تظل التطورات الجيوسياسية، بما في ذلك التغييرات في القيادة اليابانية والمفاوضات الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، محط أنظار المتابعين.

ومع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس لبدء تطبيق الرسوم الجمركية، قد تحدد الاتفاقيات الإضافية أو الإجراءات الأحادية من الولايات المتحدة اتجاهات تسعير الأصول في الأسهم والسندات والعملات. وعلى المشاركين في السوق أن يظلوا متيقظين لاحتمالات التقلبات والمحفزات السياسية المقبلة.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية