الأسواق تتفاعل مع تطورات الحرب التجارية وتعديلات الرسوم الجمركية

تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقد عزز الرئيس دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية في حين تفكر الصين في خطواتها التالية. لا يزال الشعور السائد في السوق متقلبًا مع تقييم المستثمرين لتداعيات التغيرات السياسية المحتملة وإجراءات التحفيز الاقتصادي.
طموحات الصين للنمو تواجه ضغوط الرسوم الجمركية
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ التزام الصين تحقيق هدف النمو الاقتصادي البالغ 5٪، على الرغم من تصاعد التحديات الناتجة عن الرسوم الجمركية الأميركية. التحدي الرئيسي الذي تواجهه بكين هو تحقيق التوازن بين الاستقرار الاقتصادي والمخاطر المالية، لا سيما مع ارتفاع الرسوم الأميركية الجديدة إلى 20٪ على الواردات الصينية. يحذر المحللون من أنه إذا رفع ترامب الرسوم الجمركية إلى مستوى 60٪، فقد يؤدي ذلك إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بما يصل إلى نقطتين مئويتين هذا العام.
لمواجهة ذلك، قد تلجأ بكين إلى تحفيز مالي ضخم، ربما عبر ضخ تريليونات اليوان في الاقتصاد. كما ألمحت الحكومة الصينية إلى مرونة في السياسات، مع وجود خطط احتياطية لدعم الاقتصاد عند الضرورة. قد تشمل الإجراءات زيادة الإنفاق على البنية التحتية، وتقديم الدعم المالي للقطاعات المتضررة، وحتى خفض سعر صرف اليوان بشكل منظم.
ترامب يدافع عن الرسوم الجمركية وسط مخاوف اقتصادية
في خطاب متلفز في وقت الذروة، دافع الرئيس ترامب عن استراتيجيته الحازمة في فرض الرسوم الجمركية، معتبرًا أنها ستدر “تريليونات” من العائدات بينما تعيد هيكلة العلاقات التجارية. وعلى الرغم من تقليله من الأثر الاقتصادي، واصفًا إياه بـ”اضطراب بسيط”، لا تزال المخاوف من ارتفاع الأسعار وتراجع التجارة العالمية قائمة.
تفاعل سوق الأسهم الأميركي سلبًا في البداية، فقد شهد مؤشر S&P 500 أسوأ انخفاض ليومين متتاليين منذ ديسمبر. ومع ذلك، تحسن شعور المستثمرين بعد تصريحات وزير التجارة هوارد لوتنيك، الذي لمح إلى إمكانية تقديم إعفاءات لكندا والمكسيك، ما أدى إلى ارتفاع أسهم المصارف وشركات السيارات في التداولات المبكرة.
في الوقت نفسه، تواصل إدارة ترامب دفع أجندة قوية للطاقة المحلية، متحدثة عن مشاريع مستقبلية قد تستغرق سنوات لتنفيذها. ومع ذلك، تظل المخاوف بشأن التضخم قائمة فقد تعرقل الحواجز التجارية سلاسل التوريد وترفع التكاليف على الشركات والمستهلكين.
أداء الأسواق والمؤشرات الاقتصادية
بعد موجة البيع الأخيرة، أظهرت العقود الآجلة الأميركية علامات انتعاش:
عقود S&P 500 الآجلة: +0.4٪
عقود Nasdaq 100 الآجلة: +0.5٪
عقود Dow Jones الآجلة: +0.5٪
مؤشر Stoxx Europe 600: ما يعادل +1.3٪
عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات: 4.24٪
النفط الخام: -1.9٪ ليصل إلى 66.98 دولارًا للبرميل
الذهب: مستقر بالقرب من أعلى مستوياته القياسية عند 2,914.01 دولارًا للأونصة
بيتكوين: ارتفع بنسبة 2.8٪ ليصل إلى 89,985.92 دولارًا
ارتفعت الأسواق الأوروبية بعد إعلان ألمانيا عن خطط إنفاق مالي كبيرة، ما عزز التوقعات بنمو مدفوع بالتحفيز. كما ارتفعت عوائد السندات الأوروبية وسط توقعات بتدخل إضافي من المركزي الأوروبي لإدارة مخاطر التضخم.
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي، سيراقب المستثمرون عن كثب الإشارات المقبلة من واشنطن وبكين. يجب على المستثمرين الاستعداد لمزيد من التقلبات مع تطورات المفاوضات التجارية والسياسات الاقتصادية.
الضغط المستمر على مؤشر الدولار الأميركي
يتعرض الدولار الأميركي لضغوط متزايدة، فقد تراجع لليوم الرابع على التوالي في التداولات، ليصل إلى أدنى مستوى له عند 104.90. هذا الانخفاض تجاوز بالفعل الهدف المحدد وفقًا لطريقة السعر/الزمن المذكورة في تقاريرنا السابقة. فقد الدولار أكثر من 90٪ من المكاسب التي حققها منذ الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
حاليًا، فإن إغلاق أسبوعي أدنى من 105.50 سيشير إلى تغيير جوهري في النظرة المستقبلية متوسطة الأجل لمؤشر الدولار الأميركي، ما قد يؤدي إلى مزيد من التراجعات نحو مستوى 103.50. وعلى المدى الطويل، يبدو الاتجاه أكثر سلبية، مع إمكانية انخفاض المؤشر إلى مستوى 100.00 مرة أخرى.
الخلاصة: لا تزال الأسواق عند مفترق طرق بسبب السياسات التجارية والتحولات الاقتصادية. في حين أن رسوم ترامب الجمركية تخلق حالة من عدم اليقين، إلا أن التلميحات حول إمكانية تخفيف بعض الإجراءات وفرت بعض التفاؤل على المدى القصير. في الوقت نفسه، ستخضع مرونة الاقتصاد الصيني لاختبار حقيقي مع استمرار الضغوط الناتجة عن تصاعد التوترات التجارية. تابعوا آخر التطورات فقد يستجيب صناع السياسات العالمية لهذه التحديات الحاسمة.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية