التكاليف ثم التكاليف
إن الحديث عن شركة صينية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تُدعى “ديب سيك” (DeepSeek)، ومنافستها لـChatGPT، يثير الكثير من الاهتمام مؤخرًا. وفي المنتدى الاقتصادي العالمي، كان نموذج الشركة “R1” تحت الأضواء بوصفه حافزًا للولايات المتحدة لتعزيز جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي. وارتفع مستوى الاهتمام بشدّة بعد ثناء مستثمرين بارزين، منهم مارك أندريسن ويان ليكون، على نموذج “ديب سيك” بوصفه اختراقًا ثوريًا.
بحلول عطلة نهاية الأسبوع، تربّع المساعد الذكي لـ“ديب سيك” على قمة قائمة التحميلات في هواتف الآيفون ومتجر غوغل بلاي، ما تسبّب في ضغط شديد على الخوادم وانقطاع وجيز في الخدمة. وردًا على ذلك، قيّدت الشركة إمكانية التسجيل بأرقام هواتف صينية فقط، معللة هذا الإجراء بالعمل على تأمين خدماتها.
وقد ساهم هذا الاهتمام المتصاعد في خسارة ما يقارب تريليون دولار من القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الأميركية والأوروبية، فقد فقدت شركة إنفيديا وحدها 589 مليار دولار من قيمتها السوقية. وعلى الرغم من بعض الانتعاش في التداولات اللاحقة، فإن شعبية “ديب سيك” أحدثت هزة في قطاع التكنولوجيا. وقد تأسست الشركة على يد “ليانغ ونفنغ” (Liang Wenfeng)، ويتميز نموذجها بفاعلية التكلفة وطبيعته مفتوحة المصدر، ما يطرح تحديًا حقيقيًا للشركات التي أنفقت مليارات الدولارات على تطوير الذكاء الاصطناعي.
تستطيع “ديب سيك” معالجة البيانات على نطاق غير مسبوق، متفوقًا في سرعة التوقع واتخاذ القرارات مقارنةً بأي إنسان أو نموذج ذكاء اصطناعي آخر موجود حاليًا. إلا أن ما يميّزه فعلًا هو كفاءة التكلفة؛ فخلافًا لنماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي تتطلب موارد حسابية هائلة وبنية تحتية مكلفة، تقدّم “ديب سيك” أداءً متفوقًا بكلفة لا تُقارن.
تهديدات ترامب بفرض الرسوم الجمركية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه رفع الرسوم الجمركية إلى مستويات أعلى بكثير من النسبة الحالية البالغة 2.5%، في محاولة لإعادة تشكيل سلاسل التوريد في الولايات المتحدة.
وصرّح ترامب مساء الاثنين قائلًا: “في ذهني حددت الرقم الذي سيكون عليه، لكن لن أُعلنه بعد. سيكون كافيًا لحماية بلدنا.”
ورداً على سؤالٍ حول دعم وزير الخزانة الجديد سكوت بيسنت لنسبة تبدأ من 2.5%، عبّر ترامب عن عدم موافقته، مصرّحًا بأنه يريد معدلًا “أكبر بكثير.”
وأثناء عودته إلى واشنطن بعد خطاب ألقاه في فلوريدا، تعهّد ترامب بفرض رسوم جمركية تشمل قطاعات أشباه الموصلات والأدوية والصلب والنحاس والألمنيوم. كما لمح إلى إمكانية فرض رسوم على صناعة السيارات في كل من كندا والمكسيك، مهدّدًا بفرض ضريبة جمركية بنسبة 25% ابتداءً من الأول من فبراير.
مؤشر الدولار الأميركي يصل مجددًا إلى 108.0
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي مرة أخرى مع استمرار الرئيس الأميركي في الحديث عن الرسوم الجمركية. وارتفع المؤشر من مستوى 107.0 يوم الاثنين إلى 108.0 في وقت مبكر من صباح اليوم. ومع ذلك، ووفقًا لمنهجية الوقت والسعر، يبدو أن العلاقة الإيجابية السابقة بين الزمن والسعر قد انتهت، ما يشير إلى احتمال انتهاء الاتجاه الصاعد. وقد يمثّل هذا الارتفاع الحالي حركة قصيرة المدى قبل عودة الضغوط السلبية من جديد. في الوقت الراهن، يشكّل مستوى 108.50 مقاومةً رئيسية للمؤشر.
اليورو مقابل الدولار بالقرب من منطقة التمركز
اارتفع اليورو إلى ذروة بلغت 1.0533 في بداية هذا الأسبوع، لكنه تراجع صباح اليوم إلى نحو 1.0430 بفعل تهديد الرئيس الأميركي بفرض الرسوم. ومع ذلك، تبدو العلاقة السلبية بين الوقت والسعر التي ميّزت تداولات الأسبوع الماضي في طريقها للانتهاء، ما يشير إلى احتمال انتهاء الاتجاه الهابط قصير المدى. وبناءً على ذلك، يمكن النظر إلى التراجع الحالي كتصحيح مؤقت قبل استئناف الاتجاه الصاعد. بالنسبة للمتداولين المهتمين بالشراء، تُعتبر المنطقة بين 1.0400 و1.0360 منطقة تمركز رئيسية.
توقف ارتفاع الذهب بالقرب من أعلى مستوى قياسي
وصلت أسعار الذهب الأسبوع الماضي إلى ذروة عند نحو 2785 دولارًا، مقتربةً من أعلى مستوى قياسي لها، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين إلى ما يقارب 2730 دولارًا في بداية هذا الأسبوع. وتوقف حاليًا هذا الارتفاع، ويبدو أنه سيستغرق بعض الوقت قبل أن يستأنف الذهب مساره الصاعد. في غضون ذلك، يُتوقع استمرار التصحيح الهابط، وربما الوصول إلى ما بين 2700 و2685 دولارًا قبل أن تعاود الأسعار الارتفاع مجددًا.
تحديث أسعار خام برنت
واصل خام برنت تراجعه بعد أن لامس ذروة عند نحو 82 دولارًا قبل أسبوعين، ليصل إلى أدنى مستوى عند 76.30 دولارًا في بداية هذا الأسبوع. ويتداول خام برنت حاليًا بالقرب من منطقة تمركز صاعد جديدة، ما بين 77.50 و76.00 دولارًا. ويُتوقع أن يثبت هذا النطاق الدعم، ما يمهّد الطريق للعودة نحو مستوى 80 دولارًا وربما 82 دولارًا لاحقًا.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية