الذهب يتجاوز 3,000 دولار: ما الذي يقود الارتفاع؟

بلغ الذهب مستوىً تاريخيًا جديدًا، متجاوزًا 3,000 دولار للأونصة لأول مرة. ويعكس هذا الارتفاع الكبير دور المعدن كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي والتغيرات الجيوسياسية. أما ما يقود هذا الصعود القوي فهو الطلب الكبير من المصارف المركزية، والمخاوف التضخمية، وتقلبات السوق الناجمة عن السياسات التجارية العدوانية.
العوامل الرئيسية وراء ارتفاع الذهب:
– شراء المصارف المركزية بمستويات قياسية: تعمد المصارف المركزية في كافة أنحاء العالم على تكديس الذهب بشكل متزايد، ما يقلل من اعتمادها على الدولار الأميركي كأصل احتياطي. منذ العام 2022، تضاعفت مشتريات المصارف المركزية العالمية من الذهب، متجاوزة 1,000 طن متري سنويًا. وتسارع هذا الاتجاه في العام 2024 مع تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي وتفاقم التوترات الجيوسياسية.
– عدم اليقين الاقتصادي والسياسي: لطالما كان الذهب بمثابة تحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية. ويأتي الارتفاع الأخير بعد فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة على الشركاء التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي. وأدت هذه الإجراءات، إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، إلى زيادة الطلب على الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة.
نظرة أوسع: اتجاهات الأسواق الأخرى
انتعاش سوق الأسهم وسط حالة عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة
بعد موجة بيع حادة في وقت سابق من العام، تعافت العقود الآجلة للأسهم، مدفوعة بتوقعات بأن المصارف المركزية قد تبطئ وتيرة تخفيض أسعار الفائدة. وعلى الرغم من أن أسعار الفائدة المرتفعة تضغط عادةً على أسعار الذهب، فإن هذا الارتفاع الأخير خالف الاتجاهات التقليدية، ما يعكس الطلب القوي حتى في ظل بيئة ذات عوائد مرتفعة.
دور السياسات التجارية الأميركية
أدى الارتفاع الأخير في التعريفات الجمركية والسياسات الحمائية إلى اضطراب تدفقات التجارة العالمية، ما تسبب في زيادة التقلبات عبر فئات الأصول المختلفة. لا يزال المشاركون في السوق متحفظين مع استمرار الإدارة الأميركية في إعادة تشكيل الاتفاقيات التجارية والتحالفات الاستراتيجية، ما يساهم في زيادة تجنب المخاطر.
المستقبل: هل استمرار ارتفاع الذهب ممكن؟
على الرغم من الصعود السريع، لا يزال الذهب أقل من أعلى مستوى له على الإطلاق بعد تعديله وفقًا للتضخم، الذي بلغ حوالى 3,800 دولار في العام 1980. ويرى بعض المحللين أن التضخم المستمر، والصراعات الجيوسياسية المستمرة، واستمرار المصارف المركزية في التنويع بعيدًا عن الدولار قد تدفع أسعار الذهب إلى مستويات أعلى في العام 2025.
بالنسبة إلى المستثمرين، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر زخم الذهب، أم أننا نقترب من ذروة قصيرة الأجل؟ في حين أن التراجعات ممكنة، فإن العوامل الأساسية التي تدعم هذا الارتفاع تشير إلى أن جاذبية الذهب طويلة الأجل كملاذ آمن لا تزال قائمة.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية