الأسواق العالمية تهتز بفعل تصعيد الرسوم الجمركية واضطرابات سياسية وتجدد المخاوف حول النمو

بدأت الأسواق هذا الأسبوع تحت ضغط كبير، متأثرة بتجدد التوترات التجارية، وعدم الاستقرار السياسي في أوروبا، ومؤشرات على أن تعافي الأسهم مؤخرًا قد يكون قد استُنفد. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشرات S&P وNasdaq في ظل موجة من التحذيرات بشأن الأرباح وتوترات جيوسياسية، بينما دفعت تدفقات الملاذ الآمن الذهب والسندات نحو الأعلى. ومع تصاعد التقلبات، أصبح المستثمرون أكثر ترددًا في ملاحقة المكاسب وسط مخاطر اقتصادية كلية يصعب تجاهلها.
العقود الآجلة للأسهم الأميركية تتراجع بفعل تداعيات الرسوم الجمركية ومخاوف النمو
تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية صباح الثلاثاء مع تزايد الإشارات على التباطؤ الاقتصادي وتأثر الشركات بالحرب التجارية:
S&P 500: -0.7%
Nasdaq 100: -0.9%
Dow Jones: -0.6%
أبرز التحركات:
– بالانتير (Palantir): نتائج مخيبة للآمال -8%
– فورد (Ford) -2.6% بعد سحب التوقعات المستقبلية للشركة وتحذير من خسارة بواقع 2.5 مليار دولار بسبب الرسوم الجمركية خلال العام الحالي
– أسهم شركة تسلا وميتا قادتا التراجعات بين سهم التكنولوجيا الكبرى
ويأتي هذا التراجع بعد موجة ارتفاع قياسية استمرت 9 أيام لمؤشر S&P، يبدو أنها فقدت الزخم مع إعادة تقييم المستثمرين لتأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد وتلاشي الآمال في خفض قريب للفائدة من الاحتياطي الفدرالي.
أوروبا تحت الضغط: فوضى سياسية في ألمانيا وتهديدات تجارية من الاتحاد الأوروبي
في أوروبا، كسر مؤشر Stoxx 600 سلسلة مكاسب دامت 10 أيام، متراجعًا 0.6%، بعد فشل المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس في الحصول على تصويت الثقة في البرلمان، وهي سابقة لم تحدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. أدى ذلك إلى حالة من الفوضى السياسية في برلين، وأضعف اليورو، وأثر سلبًا على مؤشر DAX الذي تراجع بنسبة 1.8%.
في الوقت ذاته، حذر الاتحاد الأوروبي من أن توسع الرسوم الجمركية الأميركية قد يطال سلعًا أوروبية بقيمة 549 مليار يورو، أي ما يعادل نحو 97% من صادرات الاتحاد إلى الولايات المتحدة. ويستعد الاتحاد الأوروبي لـ:
– تقديم مقترح تفاوضي لتقليل الاحتكاك التجاري
– حزمة رد انتقامي تشمل إعادة تفعيل رسوم جمركية معلقة وفرض قيود على الصادرات
– وقد دفع خطر التحول في التجارة، لا سيما من السلع الصينية الأرخص، الاتحاد إلى تشكيل فريق مراقبة، من المتوقع أن يصدر تقريرًا أوليًا منتصف مايو.
هل هو انتعاش في سوق هابطة أم فخ صاعد؟
شهدت الأسهم العالمية انتعاشًا قويًا في الشهر الماضي، بنسبة تقارب 18% من أدنى مستويات أبريل، إلا أن هذا الزخم بدأ في التلاشي. ضعف عرض السوق وظهور مؤشرات تقنية على أن المستثمرين يلاحقون المكاسب على مضض، على الرغم من المخاوف بشأن التقييمات وعدم وضوح السياسات وضعف الرؤية الاقتصادية.
أبرز النقاط:
– المستثمرون النظاميون اشتروا ما قيمته 51 مليار دولار الأسبوع الماضي، ومن المتوقع شراء 57 مليار دولار هذا الأسبوع
– المستثمرون الأفراد سجلوا أقوى شهر شراء منذ 2017
– ارتفاع مديونية صناديق التحوط إلى النسبة 96 المئوية تاريخيًا
– بيانات المشتقات تشير إلى أن المستثمرين المحترفين يبيعون في الارتفاع بدلًا من توسيع المخاطر
هذا المزيج من النشوة قصيرة المدى والشك طويل المدى يشير إلى سوق مدفوعة بالتمركز والزخم أكثر من الأساسيات.
الخلفية الاقتصادية والنقدية
على الرغم من صدور بيانات أميركية قوية مؤخرًا، قلّصت الأسواق من توقعاتها لخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، فهي تتوقع الآن أول خفض في يوليو وثلاثة تخفيضات فقط هذا العام، بعد أن كانت تتوقع أربعة.
في المقابل:
– من المتوقع أن يبدأ بنك إنجلترا دورة خفض الفائدة هذا الأسبوع
– المركزي الأوروبي يلمّح أيضًا إلى مزيد من التيسير
– ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1%، مستقرًا بعد تراجع بنسبة 7% منذ بداية العام
تدخل الأسواق مرحلة حساسة تتسم بظروف تشبع شرائي، وضبابية في السياسات، وتراجع في الثقة بشأن التجارة العالمية. بدأت موجة الصعود الأخيرة تفقد الزخم مع تزايد التركيز على المخاطر الهيكلية، من تداعيات الرسوم الجمركية إلى الاضطرابات السياسية في ألمانيا. ومع بقاء سياسة الفدرالي غير واضحة وتزايد إشارات ضعف الأرباح، فإن التحلي بالحذر وإدارة المخاطر يبقيان ضروريين في الفترة المقبلة.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية