الأسواق العالمية تحت الضغط بسبب عمليات بيع السندات ومخاوف الحرب التجارية

لا تزال الأسواق تحت الضغط لعدد من الأسباب، منها ارتفاع عوائد السندات العالمية وعدم اليقين بشأن الحرب التجارية وتراجع أرباح الشركات، ما يؤثر على معنويات المستثمرين. يشير الانخفاض الحاد في الأسهم والسندات الحكومية إلى زيادة الحذر بين المستثمرين، في حين يبحث صناع السياسات عن سبل لتحقيق الاستقرار في اقتصاداتهم.
الصين تستعد لإجراءات سياسية لدعم النمو
أكدت الصين مجددًا التزامها تحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5٪، على الرغم من الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة. وشددت الحكومة على أنها تمتلك أدوات مالية ونقدية كافية لدعم الاستقرار الاقتصادي. من المتوقع أن يعمل بنك الشعب الصيني على خفض أسعار الفائدة وتقليل متطلبات الاحتياطي لتحفيز الإقراض، بينما من المحتمل تقديم المزيد من إجراءات التحفيز في الأشهر المقبلة.
استجابةً لارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية وضعف الطلب المحلي، تستكشف السلطات الصينية أيضًا سياسات جديدة لتعزيز الاستهلاك، بما في ذلك برامج ائتمان مدعومة من الحكومة والمساعدات المالية للأسر، بهدف تشجيع الإنفاق وتعويض التحديات الاقتصادية.
في الوقت نفسه، تعمل الصين على تعزيز شراكاتها التجارية خارج الولايات المتحدة، وتسعى إلى اتفاقيات تجارة حرة مع دول أخرى لتقليل اعتمادها على الواردات الأميركية. وعلى الرغم من التحديات، لا يزال صناع السياسات واثقين من قدرتهم على إدارة المخاطر الاقتصادية وتنفيذ تدابير استراتيجية للحفاظ على الاستقرار.
السندات الألمانية تمدد عمليات البيع التاريخية وارتفاع في العوائد
سجلت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات أكبر ارتفاع لها منذ العام 1990، فقد تفاعل المستثمرون مع خطط برلين لنشر مئات المليارات من اليورو لتمويل مشروعات الدفاع والبنية التحتية. أدى ذلك إلى موجة بيع حادة في أسواق السندات العالمية، ما تسبب في ارتفاع العوائد عبر أوروبا واليابان والولايات المتحدة.
يأتي هذا التراجع في السوق قبل اجتماع المركزي الأوروبي، فقد يعيد المسؤولون النظر في وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة. وقد خفضت الأسواق توقعاتها لعدد من التخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، مع وجود تخفيض واحد فقط مضمون بالكامل.
يعمل التحول في السياسة المالية الألمانية، الذي يهدف إلى تعزيز الإنفاق الأمني الأوروبي، على إعادة تشكيل التوقعات بشأن إصدارات الديون الحكومية طويلة الأجل وقد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في أسواق السندات العالمية.
انخفاض أسواق الأسهم مع تراجع أرباح شركات التكنولوجيا
تشير العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى افتتاح ضعيف بعد عمليات بيع واسعة النطاق مدفوعة بتراجع أرباح شركات التكنولوجيا، وتوترات التجارة، وارتفاع عوائد السندات.
تراجعت عقود ناسداك 100 الآجلة بنسبة 1.2٪، وانخفضت عقود S&P 500 الآجلة بنسبة 1٪، أما عقود داو جونز الآجلة فتراجعت 0.9٪.
تراجعت أسهم Marvell Technology بنسبة 15٪ بعد أن جاءت نتائج أرباحها أقل من توقعات المستثمرين، كما انخفضت CrowdStrike بعد إصدارها توقعات ضعيفة للأرباح. لا تزال أسهم التكنولوجيا تحت الضغط فارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة رأس المال ويؤثر على توقعات النمو المستقبلية.
كما عانت الأسواق الأوروبية، فقد انخفض مؤشر Stoxx 600 بنسبة 0.6٪، متأثرًا بتقلبات سوق السندات. ولا تزال تكاليف الاقتراض المرتفعة وعدم اليقين الاقتصادي تؤثر على المستثمرين في الأسهم.
الأحداث الاقتصادية الرئيسية التي يجب متابعتها في ما تبقى من الأسبوع:
قرار سعر الفائدة من المركزي الأوروبي (الخميس): تتوقع الأسواق خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس، ولكن تقلبات سوق السندات قد تؤثر على هذه التوقعات.
بيانات التجارة الأميركية ومطالبات البطالة (الخميس): مؤشرات هامة لصحة الاقتصاد وسوق العمل.
تقرير الوظائف الأميركية (الجمعة): عامل حاسم في توجهات الاحتياطي الفدرالي.
خطاب رئيس الفدرالي جيروم باول (الجمعة): سيبحث المستثمرون عن إشارات حول قرارات الفائدة المستقبلية.
تراجع مؤشر الدولار الأميركي
انخفض مؤشر الدولار الأميركي بشكل حاد في تداولات الأمس، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر الماضي عند 104.01، متراجعًا بأكثر من 90٪ من المكاسب التي حققها بعد الانتخابات الأميركية. في الوقت نفسه، تراجع المؤشر بنسبة 61.8٪ من المكاسب التي بدأها في أكتوبر واستمرت حتى يناير، ما قد يؤدي إلى تصحيح صاعد قصير المدى قبل استئناف الضغط الهابط. من المتوقع أن يبقى أي ارتداد صاعد محدودًا دون 107.0 في الوقت الحالي.
اليورو/الدولار الأميركي يختبر مستوى 1.08
بلغ اليورو أخيرًا 1.08 في الجلسة الآسيوية اليوم، وهو الهدف الذي حددته طريقة الزمن/السعر منذ بضعة أسابيع. في الوقت نفسه، ازدادت قوة النظرة الإيجابية لليورو، في حين أن قرار المركزي الأوروبي اليوم قد يؤدي إلى موجة صعود أخرى إذا قرر المصرف الإشارة إلى توقف مؤقت في تخفيض الفائدة. في حال حدوث ذلك، قد يكون 1.09 المستوى التالي الذي يجب مراقبته. أما في الاتجاه الهابط، فمن المتوقع أن يظل أي تصحيح منخفضًا فوق مستوى 1.0600 في الوقت الحالي.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية