قرار الفدرالي المنتظر اليوم: السياسة النقدية ثابتة وسط حالة عدم اليقين

مع انعقاد اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في مارس 2025، يتركز اهتمام المشاركين في السوق وصناع القرار على موقف الاحتياطي الفدرالي من أسعار الفائدة، وتقليص الميزانية العمومية، والتوقعات الاقتصادية. وبينما من المتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفدرالي على أسعار الفائدة ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50%، فإن مجالات الاهتمام الرئيسية تشمل تحديث ملخص التوقعات الاقتصادية (SEP) والإشارات الصادرة عن رئيس الفدرالي جيروم باول حول التعديلات المستقبلية للسياسة النقدية. يستكشف هذا التقرير النتائج المحتملة وتداعياتها على الأسواق المالية والاقتصاد الأوسع نطاقًا.

قرار سعر الفائدة وتوقعات السياسة النقدية

من المتوقع تثبيت أسعار الفائدة: من المرجح أن يحافظ الاحتياطي الفدرالي على سعر الفائدة الفدرالي عند مستوياته الحالية، ما يعكس نهجه الحذر وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

التركيز على التوقعات الاقتصادية: من المحتمل أن يكشف ملخص التوقعات الاقتصادية عن تراجع توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي مع الإبقاء على توقعات التضخم عند مستويات مرتفعة، ما يشير إلى استمرار السياسة النقدية التقييدية لفترة أطول.

عدم وضوح سياسة الميزانية العمومية: لا توجد حتى الآن توجيهات واضحة حول ما إذا كان الاحتياطي الفدرالي سيبطئ أو يوقف عملية تقليص الميزانية العمومية، على الرغم من أن مخاوف السيولة في السوق قد تؤثر على القرارات المقبلة.

استبعاد توقعات “الحماية الفدرالية“: من المتوقع أن يقلل باول من أهمية فكرة تدخل الاحتياطي الفدرالي لدعم الأسواق، مع التركيز على استقرار التضخم والاقتصاد.

الظروف الاقتصادية والعوامل الرئيسية

التضخم والنمو

لا يزال التضخم فوق هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%، مع توقعات بأن يبلغ معدل التضخم الأساسي لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) حوالى 2.7% لعام 2025.

من المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي، مع احتمال مراجعة التقديرات إلى ما دون التوقعات السابقة البالغة 2.1%.

أظهر سوق العمل علامات تباطؤ، لكن ليس بالدرجة التي تستدعي خفض أسعار الفائدة على الفور.

اعتبارات الميزانية العمومية

يخضع برنامج التشديد الكمي (QT) للاحتياطي الفدرالي، الذي بدأ منذ منتصف العام 2022، لمراجعة دقيقة بسبب مخاوف من نقص الاحتياطيات.

تتم مراقبة ظروف السيولة في السوق عن كثب، لا سيما في ما يتعلق بعرض سندات الخزانة وأسواق التمويل.

تزيد مخاوف سقف الدين من تعقيد مناقشات الميزانية العمومية، فالقضايا المالية غير المحسومة يمكن أن تؤثر على السيولة وقرارات السياسة النقدية.

توقعات السوق والمخاطر

توقعات مخطط النقاط: من المتوقع أن يُظهر مخطط النقاط المُحدث حالة من عدم اليقين بشأن عدد مرات خفض الفائدة في عام 2025، مع احتمال متساوٍ تقريبًا بين تخفيض واحد أو اثنين.

ردود فعل الأسواق المالية: قد تشهد عائدات سندات الخزانة وأسواق الأسهم والدولار الأميركي تقلبات متزايدة بناءً على نبرة الاحتياطي الفدرالي في ما يتعلق بالسياسات المستقبلية.

المفاجآت المحتملة: إذا أشار باول إلى موقف أكثر تشددًا، فقد تحتاج الأسواق إلى تعديل توقعاتها بشأن تخفيضات أسعار الفائدة لاحقًا خلال العام.

الخلاصة

ما يجب مراقبته مع استعداد اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لإصدار قرارها وتحديث التوقعات، تظل هناك نقاط تركيز رئيسية يجب على المشاركين في السوق متابعتها:

ملخص التوقعات الاقتصادية ومخطط النقاط: أي تغييرات في توقعات أسعار الفائدة ستؤثر على معنويات السوق وتوقعات السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.

توجيهات الميزانية العمومية: وضوح مسار التشديد الكمي يمكن أن يؤثر على ظروف السيولة والاستقرار المالي.

المؤتمر الصحفي لباول: ستكون نبرته ورسائله بشأن التضخم والمخاطر الاقتصادية ومسار أسعار الفائدة أساسية في تشكيل ردود فعل الأسواق.

بينما يُتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي، فإن البيانات الاقتصادية في الأشهر المقبلة ستحدد متى وكيف سيعدل صناع السياسة نهجهم. يجب أن يظل المشاركون في السوق متيقظين للإشارات التي قد تدل على تغييرات محتملة في السياسة النقدية مع تطورات التضخم وأوضاع سوق العمل والضبابية المالية.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية