تزايد الفوضى في الشرق الأوسط محطّ الانتباه

مع فرار الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، اجتاح المواطنون القصر الرئاسي بينما احتفلت الحشود في دمشق بسقوطه. وعلى الرغم من محاولاته اليائسة للبقاء في السلطة، بما في ذلك إرسال نداء استغاثة إلى دونالد ترامب، إلا أن الزعيم السوري نفذ من الخيارات.

لا يزال العالم يحاول فهم الأحداث السريعة التي حصلت في الأيام الماضية. تمكن الأسد من الصمود في وجه الانتفاضة ضده لأكثر من 13 عامًا. روسيا قدمت له اللجوء فقط هذه المرة. وفي الوقت نفسه، نأت إيران بنفسها بالإشارة إلى أنه يتحمل وحده مسؤولية وضعه.

الصين تخفف موقفها من السياسة النقدية

لأول مرة منذ 14 عامًا تقريبًا، غيّرت القيادة الصينية العليا موقفها من السياسة النقدية بينما تستعد لاحتمال نشوب حرب تجارية ثانية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

أعلنت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، المكونة من 24 مسؤولًا من كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس شي جين بينغ، عن نيتها تنفيذ استراتيجية “معتدلة التيسير” العام المقبل، ما يشير إلى توجه نحو مزيد من التيسير، وهو ما سيُرضي المستثمرين الباحثين عن حوافز إضافية. علاوة على ذلك، أعلنت اللجنة عن خطط لسياسة مالية “أكثر نشاطًا”، مقارنة بالتصريحات السابقة التي أشارت إلى سياسة “نشطة” فقط.

يأتي هذا بعد بيان من وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية يشير إلى أن البلاد تستطيع زيادة اقتراضها وعجزها المالي في العام 2025، وفقًا لتعليق نُشر يوم الجمعة الماضي. وعلى الرغم من أن الصين مرت بعدد من دورات التشديد والتخفيف في السياسة النقدية في السنوات الأخيرة، إلا أنها حافظت على وصف “سياسة حذرة” منذ العام 2011، عندما ابتعدت السلطات عن نهج “معتدل التيسير” الذي اتبعته في الأزمة المالية العالمية لمعالجة التضخم المتزايد.

ارتفاع البطالة في الولايات المتحدة يدعم تخفيض الفائدة

أظهرت الوظائف الأميركية تحسنًا في نوفمبر، على الرغم من ارتفاع معدل البطالة بشكل طفيف، ما يشير إلى تباطؤ سوق العمل بدلاً من تدهوره بشكل حاد. ارتفع عدد الوظائف غير الزراعية بمقدار 227 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد مراجعة إيجابية بلغت 36 ألف وظيفة في أكتوبر، التي تأثرت بالعواصف والإضرابات، وفقًا للأرقام الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة. على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، ومع تعديل التقلبات، بلغ متوسط نمو الوظائف 173 ألف وظيفة، وهو أقل من الوتيرة القوية التي شهدتها بداية هذا العام. ارتفع معدل البطالة إلى 4.2%، ما يشير إلى انخفاض الطلب على العمال، مع وصول البطالة طويلة الأمد إلى أعلى مستوى لها في ما يقرب من ثلاث سنوات..

رأى المتداولون أن هذه الأرقام تعزز التوقعات بتخفيض آخر في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي عندما يجتمع المسؤولون في وقت لاحق من هذا الشهر. وبعد احتساب التقلبات الناتجة عن إضراب شركة بوينغ والأعاصير، تدعم هذه الأرقام تقييم الاحتياطي الفدرالي بأن سوق العمل مستقر ولكنه ليس محركًا رئيسيًا للتضخم. وعلى الرغم من بقاء الضغوط السعرية مرتفعة في الأشهر الأخيرة، بدأ المسؤولون في خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد والحفاظ على التوظيف القوي.

انتشار التفاؤل بالدولار

يدفع الاقتصاد الأميركي القوي وتصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية مديري الأصول إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن ضعف الدولار. اعتبارًا من 3 ديسمبر، خفض المستثمرون، بما في ذلك صناديق التقاعد وشركات التأمين وصناديق الاستثمار، صافي مراكزهم للبيع بالدولار إلى النصف، لتصل إلى 2.05 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2017، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة التي جمعتها بلومبرغ.

وفي الوقت نفسه، زادت صناديق التحوط مراكز الشراء بنسبة 9.3%، ما يعكس نظرة إيجابية على الدولار الأميركي منذ أكتوبر. ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بنحو 5% بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في ثمانية أشهر في أواخر سبتمبر، فالمتداولون يتوقعون تضخمًا أعلى في الولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترامب. وتعزز الدولار أيضًا بسبب ازدياد الشكوك بشأن تخفيضات الفائدة المحتملة من الاحتياطي الفدرالي وزيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط التوترات الجيوسياسية، على الرغم من أن مصارف وول ستريت تتوقع تراجعه في العام المقبل.

الدولار الأسترالي ينتظر اجتماع المركزي وسط قوة الدولار

تراجعت العملات الأسترالية والنيوزيلندية مع ارتفاع الدولار الأميركي، وسط مخاوف من فراغ القيادة في سوريا. يتخلف الدولار النيوزيلندي عن نظرائه في مجموعة العشر بعد أنباء عن ضخ رؤوس أموال للمصرف الحكومي.

ينصح غولدمان ساكس ببيع الدولار الأسترالي مقابل النيوزيلندي، متوقعة تحولًا حذرًا من الاحتياطي الأسترالي. يُتوقع أن يتبنى الاحتياطي الأسترالي موقفًا أكثر حذرًا في اجتماعه يوم الثلاثاء، مع احتمال تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في فبراير. ومع ذلك، فإن سوق الفائدة قد سعّر بالفعل تخفيضًا كاملًا بحلول اجتماع أبريل.

وفقًا لأحدث استطلاع لبلومبرغ، يعتزم الاحتياطي الأسترالي خفض هدف معدل النقد إلى 4.10% في مايو، وهو تأخير بثلاثة أشهر عن التوقعات السابقة.

انخفض زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأميركي بنسبة 0.2% إلى 0.6381 بعد انخفاض بنحو 1% يوم الجمعة. أغلق الزوج فوق مستوى الدعم الأسبوعي المستمد من أدنى مستوى في أكتوبر 2022. سيشكل قرار سياسة الاحتياطي يوم الثلاثاء اختبارًا هامًا؛ وحتى إذا استقر الزوج، قد تحدث تغييرات كبيرة قبل إغلاق نيويورك يوم الجمعة. وتُعد الارتفاعات المحتملة محدودة الآن عند 0.6550، وهو أعلى مستوى سجله في 25 نوفمبر.

مستويات المقاومة اليومية 0.6528 (أعلى مستوى في 29 نوفمبر) و0.6550 (أعلى مستوى في 25 نوفمبر).

مستويات الدعم اليومية 0.6373 (أدنى مستوى في 6 ديسمبر) و0.6350 (أدنى مستوى في 5 أغسطس).

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية