الأنظار تتجه نحو قرار البنك المركزي الأوروبي اليوم
يستعد البنك المركزي الأوروبي (ECB) لخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، بهدف دعم الاقتصاد الضعيف في منطقة اليورو مع اقتراب التضخم من الهدف البالغ 2%.
وفقًا لاستطلاع أجرته بلومبرغ، يتوقع معظم المحللين خفضًا بنسبة 0.25% في معدل الفائدة على الودائع اليوم، ليصل إلى 3%. فيما يتوقع JPMorgan Chase خفضًا أكبر بنسبة 0.5%، مستشهداً بضعف النمو ومؤشرات التضخم.
موازنة المخاطر الاقتصادية
لا يزال صناع القرار في البنك المركزي الأوروبي قلقين بشأن النشاط الاقتصادي البطيء الذي قد يدفع التضخم دون الهدف المحدد. وتزداد التحديات مع استمرار عدم الاستقرار السياسي في اقتصادات رئيسية مثل ألمانيا وفرنسا، إلى جانب تقييم الآثار العالمية للسياسات الاقتصادية الأمريكية.
رغم هذه المخاطر، من المرجح أن يتبع البنك المركزي الأوروبي نهجًا حذرًا، مفضلاً تعديلات تدريجية على أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن تسلط التوقعات الفصلية الجديدة التي ستصدر هذا الأسبوع الضوء على ضعف النمو الاقتصادي وانخفاض التضخم المتوقع لعام 2025.
استراتيجية أسعار الفائدة
عندما نفذ البنك المركزي الأوروبي ثالث خفض لأسعار الفائدة في أكتوبر، ظهرت نقاشات حول خفض أكبر بنسبة 0.5% وسط ظروف اقتصادية قاتمة. ومع ذلك، أدت أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأقوى من المتوقع في الربع الثالث إلى تقليل الحاجة إلى مثل هذا الخفض الكبير.
يتوقع الاقتصاديون الآن تخفيضات تدريجية بنسبة 0.25% حتى يصل معدل الفائدة على الودائع إلى 2%. وقد يقوم البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس بتعديل لغته السياسية، مشيرًا إلى المرونة مع الحفاظ على نهجه “اجتماعًا باجتماع”.
الاعتبارات طويلة المدى
مع مناقشة صناع القرار ما إذا كان يجب أن تنخفض أسعار الفائدة إلى ما دون المستوى “الحيادي” – والمقدر بحوالي 2% – تتباين الآراء. بينما يدعم البعض مثل فرانسوا فيليروي دي غالو من فرنسا استكشاف هذا الخيار، يحذر آخرون من المبالغة. حيث حذرت عضو المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل من أن التخفيضات المفرطة قد تضعف قدرة البنك المركزي الأوروبي على الاستجابة للأزمات المستقبلية.
التوقعات الاقتصادية
كان البنك المركزي الأوروبي قد توقع سابقًا انتعاشًا مدفوعًا بزيادة الأجور والإنفاق الأسري، مع توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 1.3% في عام 2025 و1.5% في عام 2026. ومع ذلك، تظهر الاستطلاعات الأخيرة تدهورًا أعمق في قطاع التصنيع يمتد إلى الخدمات، مما يجعل هذه التوقعات تبدو مفرطة في التفاؤل. ويتوقع المحللون الآن مراجعة توقعات النمو لعام 2025 نحو الانخفاض.
بالنسبة للتضخم، فقد ارتفع بشكل طفيف إلى 2.3% الشهر الماضي، لكنه لا يزال تحت السيطرة إلى حد كبير. ومن المتوقع تخفيض التوقعات لعامي 2024 و2025، في حين من المحتمل أن تظل تقديرات التضخم لعام 2026 عند حوالي 2%. وستقدم التوقعات هذا الأسبوع أيضًا أول نظرة على عام 2027.
عدم الاستقرار السياسي
أدى الجمود المستمر في ميزانية فرنسا إلى زيادة التقلبات في أسواق ديونها، حيث ارتفعت عوائد السندات لتتساوى مع تلك الخاصة باليونان في بعض الأحيان. وأثار هذا الاضطراب تكهنات حول إمكانية استخدام البنك المركزي الأوروبي لأداة شراء السندات الطارئة التي أنشأها في عام 2022.
وفي مواجهة هذه الاحتمالات، أكد رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل أن هذه الأداة ليست مخصصة للتعامل مع التحركات التي تعكس تطورات سياسية. وقد تتبنى كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي موقفًا مشابهًا إذا طُرح الموضوع في مؤتمرها الصحفي.
اليورو مقابل الدولار يبقى فوق 1.05
منذ منتصف نوفمبر، تم تداول سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي ضمن نطاق ضيق واستمر في الصمود فوق 1.05، رغم انخفاضه لفترة وجيزة إلى 1.0330 في 22 نوفمبر. يشير ذلك إلى أن 1.05 يمثل مستوى دعم قوي مع طلب كبير. ومع ذلك، قد تتغير الأوضاع اليوم بناءً على نتائج قرارات البنك المركزي الأوروبي.
من الناحية الفنية، طالما أن اليورو يبقى فوق 1.05، فإن تحركًا ايجابياً آخر يبدو مرجحًا، ما لم يتبع البنك المركزي الأوروبي نهجًا أكثر مرونة أو يقدم نظرة اقتصادية قاتمة. في هذه الحالة، قد يصبح مستوى 1.0330 الهدف التالي. وعلى العكس، قد تصبح مستويات 1.06 و1.0660 أهم مستويات المقاومة التي يجب مراقبتها.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية