انخفضت الأسهم الأميركية بشكل حاد بالأمس، فقد خسر كل مؤشر 1% تقريبًا عقب التقرير الذي جاء بمعدل تضخم أعلى من المتوقع. وقدد قلل ذلك فرص خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفدرالي في اجتماع شهر يونيو المقبل.

ومع ذلك، يعود معظم ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الشهر الماضي إلى تكاليف تأمين السيارات والرعاية الطبية، وكلاهما لا يندرج تحت مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الأساسي، ما يعني أن هذا الارتفاع قد يكون مؤقتًا.

في الفترة المقبلة، من المهم ملاحظة أن هذه النتائج قد تتعدّل نحو الأسفل في التقرير التضخمي التالي، وهو ما شهدناه في عدد من الأرقام الاقتصادية الأميركية منذ بداية العام الحالي. وما زال مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الأساسي هو الأهم حاليًا في تشكيل مسار الفدرالي حول خفض أسعار الفائدة تحديدًا.

أصبحت العقود الآجلة لمعدلات الفائدة الأميركية تسعّر احتمال 20% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع يونيو واحتمالًا بأقل من 50% في اجتماع شهر يوليو المقبل.

الأنظار تتجه نحو قرار المركزي الأوروبي

قبل بداية جلسة التداولات الأميركية اليوم، ستتجه الأنظار نحو قرار المركزي الأوروبي. ومن المرجح أن يحتفظ المركزي الأوروبي بالسياسة الحالية من دون تغيير في حين ان المتداولين يقللون رهانات خفضه الفائدة بعد بيانات التضخم الأميركية التي صدرت بالأمس. وستعطي رئيسة المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، المستثمرين المزيد من الإشارات حول موعد أول خفض للفائدة.

وفقًا لوكالة لبلومبرغ، يسعر المتداولون حالياً احتمالًا بنسبة 80% لخفض معدلات الفائدة للمرة الأولى بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع المركزي في شهر يونيو المقبل.

تغير النظرة العامة للدولار قريبًا

بعد نتائج التضخم الأميركية بالأمس، ارتفع المؤشر العام للدولار الأميركي بشكل سريع مقابل كافة العملات العالمية نتيجة المخاوف من التضخم المرتفع، ما قلل إمكانية التساهل المبكر من قبل الاحتياطي الفدرالي.

أغلق مؤشر الدولار الأميركي تداولات الأمس فوق مستويات 105.0، ما قلل كثيرًا من التوقعات السلبية من الناحية التقنية على الأقل. ومع ذلك، يبقى الإغلاق الأسبوعي هو الأهم حالياً.

إغلاق الأسبوع الحالي فوق مستويات 105.50 سيؤكد تغيير الاتجاه العام السلبي إلى اتجاه إيجابي قوي في الفترة المقبلة. وستكون الفرصة الأخيرة للمؤشر لاستئناف اتجاهه السلبي. وإلا، سيتبع ذلك اتجاه صعودي جديد ولن يكون الاتجاه الإيجابي لفترة بسيطة أو على المدى القصير فحسب، بل على المدى المتوسط أيضاً.

اليورو يقترب من مستويات الدعم الرئيسية 1.07

انخفض اليورو مقابل الدولار بالأمس بعد بيانات الولايات المتحدة، فكسر مستويات دعم متعددة، بما فيها 1.08 و1.0760. واستمرت التراجعات إلى مستويات 1.0730 في وقت سابق من صباح اليوم ليقترب من مستويات الدعم الرئيسية المتمركزة عند 1.07.

استمر اليورو في المحافظة على مستويات الدعم الرئيسية 1.07 من ديسمبر الماضي، وقد يعطي قرار المركزي الأوروبي اليوم المزيد من الإشارات عما إذا كان ملتزمًا خفض الفائدة في اجتماع شهر يونيو. كما سيؤكد ما إذا كان اليورو سيستطيع الحفاظ على مستويات 1.07 من جديد ام لا.

 

 

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية.